المادة    
المذيع: إذاً أقول: هنا في البلاد والدول الإسلامية لا شك أنه أُبعد العلماء، وجففت المنابع في بعض البلاد، ولا شك أنه أغلق باب الحوار، فنتج عن ذلك أعمال سرية، فهل هذه الأعمال السرية مؤيدة من قبل علماء الإسلام للتغيير؟
الشيخ: المشكلة ليست هذه الأعمال ما دامت سرية، المشكلة عندما تنظر إلى فتاة تضع على شعرها خماراً فتفاجأ بأن الشرطة تجره بالقوة، وبعض البلاد تدعي أنها عربية وإسلامية، ولها تاريخ عريق في الإسلام بلا شك، ومنها فاتحون، ولكن الآن يراقب الشاب الذي يصلي الفجر، يراقب الشاب الملتحي، تراقب الفتاة التي تريد أن تحفظ شيئاً من القرآن، فهو صراحة نوع من الاستبداد لا نظير له حتى في بعض الدول الشيوعية، ثم نأتي ونقول: هناك أعمال سرية.
فإن كانت الأعمال السرية الصلاة وقراءة القرآن فنِعْم العمل ويجب أن يكون! لكن ما حجم إنكارنا نحن في إعلامنا العربي والإسلامي، وأنتم إعلاميون، وعليكم مسئولية في هذا مما وقع في مثل هذه البلاد، بلاد عربية وإسلامية ولنا فيها صلات، ولنا معها علاقات من كل البلاد العربية، ومع ذلك تمتهن فيها كرامة الإسلام والإيمان والدين إلى حد هذه الشعائر الظاهرة تحارب، ما موقع الإعلام هنا؟ متى يضج الإعلام؟ إذا وقع في هذه الدولة انفجار ومات ثلاثة من اليهود أو الألمان أو الفرنسيين، فالعالم يتحدث إلى ما لانهاية عن الإرهاب والعنف والإسلاميين والتطرف، ولا ينظر إلى ذلك الذي استخدم العنف ضده لكي لا يصلي الفجر، ولكي لا يحمل المصحف، ولكي لا يعفي لحيته، هذه حاربت الله ورسوله وحاصرت الدعوة إلى الله وضيقت على المؤمنين، وفتنتهم في دينهم، حتى إنك لو ذهبت وأنت ببطاقتك الإعلامية ورأوا بطاقتك الإعلامية انتقدوا لحيتك، بينما أنت تعلم العلاقات مع السواح مفتوحة إلى أبعد مدى، يعني أنت الغريب في بلد إسلامي، فهنا مشكلة خطيرة جداً.
الإعلام الغربي وهو عدو على أية حال لا يلام، أنا ألوم الإعلام الإسلامي الذي يندفع معه ويصور القضية بأنها قضية بيئة متطرفة، بلاد يركز فيها على السياحة إلى حد الإباحية المطلقة، يقع فيها حادث مثل هذه الحوادث فيفسر على أنه غلو وتشدد ديني، فأين الحديث عن الغلو والتطرف، والإباحية والتعري والانحلال؟
تشرب الخمور، وتقام نوادي العراة، ويسمح للسياح من كل فئة أن يقوموا بما يشاءون من موبقات، ولا ينكر مثل هذا العمل؟!
العمل أنا أنكره وأنت تنكره لأسباب أخرى، لكن لا يعفينا ذلك من أن الجميع يجب أن ينكروا ما يقع في هذه البلاد وغيرها.
المذيع: يعني لهذا السبب هل أنت تبرر أعمال العنف يا شيخ سفر؟
الشيخ: أنا لا أبرر أي ظلم، بل أنا أقول لك أكثر من ذلك: عليّ أنا كداعية وعليك وعلى كل شاب وأسأل أن ينفعهم الله بهذا الكلام أن نكون على منهج الأنبياء الذين قالوا: ((وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا))[إبراهيم:12] لا أقول فقط: لا تكن عنيفاً، بل اصبر على الأذى، إيذاءً من حكومة أو قريب أو مدير من أي مكان، اصبر على الأذى في سبيل الدعوة إلى الله، ولا تنتقم، فالانتقام يجعلها لغير الله.
المذيع: فضيلة الشيخ! طلب منا كثير من المشاهدين بأن تستمر هذه الحلقة حتى نشبع هذا الموضوع طرحاً وأجوبة من فضيلتكم، وأنا حقيقة أعجبني هذا الطرح الساخن، ولكنك عودتنا الصراحة والوضوح.
المذيع: أيها الإخوة المشاهدون انتهى اللقاء إلى هنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.